للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويروى: فقال أين أنا؟ فقال: (في النار).

ويروى: فقال أين أبي؟ فقال: (في النار)، فرجع إلى أمه وحدثها بما جرى، فقالت: صدق، وكانت في الجاهلية مناكحات نسخها الإسلام (١).

وذهب جماعة إلى أنه لما نزلت {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: ٩٧] سأل سراقة بن مالك فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسأله مرَّات (٢)، حتى قال في الرابعة: (لا، ولو قلت نعم لوجب)، فأنزل الله تعالى هذه الآية (٣).

وفي بعض الروايات: فاشتد غضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجثا عمر رضي الله عنه على ركبتيه فقال: رضينا بالله ربّاً وبالإسلام ديناً، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً، وبالقرآن إماماً، إنا يا رسول الله حديثو عهد بجاهلية وشرك فاعف عنا عفا الله عنك، فسكن غضبه وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لقد صورت لي الجنة والنار آنفاً في عرض هذا الحائط، فلم أرَ كاليوم في (٤) الخير والشر) (٥).

والمعنى: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ} كالسائل عن أبيه {إِنْ تُبْدَ لَكُمْ} إن يخبركم النبي


(١) رواية ابن عباس وردت عند البخاري (٤٦٢٢).
وقد فصَّلَ الإمام مسلم في صحيحه روايات هذا الحديث، فانظر الحديث رقم (٢٣٥٩) ورقم (٢٣٦٠)، كما أورد عدداً منها كذلك الطبري في «جامع البيان» ٩/ ١٤ - ١٧.
(٢) في (ب): (فسأله فسكت مرات حتى قال في .... ).
(٣) أخرجه الترمذي (٨١٤) وابن ماجه (٢٨٨٤) وغيرهم من حديث علي رضي الله عنه، وقال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه.
وقد روي الحديث عن عدد من الصحابة، انظر: «الدر المنثور» ٥/ ٥٤٨ - ٥٥٢. علماً أنني لم أجد في شيء من الروايات أن السائل هو: سراقة بن مالك، فالله تعالى أعلم.
(٤) في (ب): (فلم أر في اليوم كالخير والشر).
(٥) انظر: البخاري (٩٣) (٥٤٠) (٦٣٦٢) والطبري ٩/ ١٧.

<<  <   >  >>