للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا} الجنة.

{مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (٨٤)} الأنبياء والمؤمنين.

{فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (٨٥)} المؤمنين، أي: بقولهم ربنا آمنا واعتقادهم ذلك (١).

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} يعنى: اليهود والمشركين ومن لم يؤمن من النصارى.

{أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (٨٦)}.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} في سبب نزول: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلس يوماً، فَذَكَّرَ الناسَ ووصف القيامة ولم يزدهم على التخويف، فرقَّ الناسُ وبكوا، فاجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون الجمحي (٢)، واتفقوا على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ولا يناموا على الفرش ولا يأكلوا اللحم ولا الودك، ولا يقربوا النساء والطيب، ويلبسوا المسوح ويرفضوا الدنيا، ويسيحوا في الأرض ويترهبوا ويجبّوا المذاكير، فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال (٣): (ألم أنبأ أنكم اتفقتم على كذا وكذا؟ ) قالوا: بلى يا رسول الله؛ وما أردنا إلا الخير، فقال: (إني لم أومر بذلك، إن لأنفسكم عليكم حقاً، فصوموا وأفطروا وقوموا وناموا فإني أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، وآكل اللحم والدسم، ومن رغب عن سنَّتي فليس منِّي) ثم


(١) في (جـ): ((المُحْسِنِين) أي المؤمنين {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} أي بقولهم ربنا آمنا واعتقادهم ذلك يعني اليهود ... ).
(٢) هو: عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب، من بني جُمح، أبو السائب، وهو وإخوته من السابقين إلى الإسلام، وتوفي في السنة الثانية من الهجرة، وهو أول من مات بالمدينة من المهاجرين.
انظر: «معجم أعلام متن الحديث» (ص ٢٢٦).
(٣) سقطت (فقال) من (ب).

<<  <   >  >>