للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: معنى {تُفْتَنُونَ} تضلون فتجهلون أن الخير والشر من عند الله، وحقيقة هذه من العرب في اعتقادها السانح والبارح (١) في بعض الطير والوحوش وأنها تدل بصياحها على حدوث آفات وبلاء وعارضات ويسمى ذلك الطيرة ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها لأنها خيالات (٢) لا تأثير لها وأوهام لا حقيقة معها (٣).

{وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (٤٨)} الرَّهْط: اسم لجماعة من الثلاثه إلى العشرة، فإذا جاوزت قلت أحد عشر رهطًا أي: في كل ناحية رهط، وأصله من الترهيط وهو تعظيم الُّلقَم وشدة الأكل (٤).


(١) في أ: " البارح والسانح " بالتقديم والتأخير.
البارح ضد السانح، والسانح مامر من الطير والوحوش بين يديك من جهة يسارك إلى يمينك والعرب تتيمن به لأنه أمكن للرمي، والبارح ما مر بين يديك إلى يسارك، والعرب تتطير به لأنه لا يمكن أن ترميه حتى تنحرف.
انظر: العين (٣/ ٢١٧)، النهاية في غريب الأثر لأبي السعادات بن الجزري (١/ ٢٩٢).
(٢) في ب: " ونهى النبي صلى الله عليه وسلم لأنها خيالات ".
(٣) أصل الطيرة الاقتسام والتفرق، ومنه قولهم: تطايرت شؤون رأسه أي: تفرقت، والطيرة: ما يتشائم به من الفأل الرديء، وذلك أن العرب كانت إذا أرادت المضي لمهم مرت بأماكن الطير وأثارتها لتستفيد هل تمضي أو ترجع، وهي مخالفة للتوكل على الله تعالى وأنه هو وحده يعلم الغيب.
انظر: النهاية في غريب الأثر لأبي السعادات بن الجزري (٣/ ٣٣٤)، المصباح المنير (٢/ ٣٨٢).
(٤) رهط الرجل: قومه وقبيلته، من الثلاثة إلى العشرة، وقيل من السبعة إلى العشرة، والرَّهْط: جلد تلبسه الحائض، والترهيط: تعظيم اللَّقْم وشدة الأكل.

انظر: لسان العرب (٥/ ٣٤٤)، مادة: رهط.

<<  <   >  >>