للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: مثل تَبَصُّر الإنسان الهلال ثم ينصرف بصره عنه (١).

وقيل: قبل أن يرجع إليك مطروفك، أي: من تنظر إليه من منتهى بصرك (٢).

وقيل: قبل الموت الذي ينتظر فيه وروده من قولهم: أنا ممتد الطرف إليك أي منتظرك (٣).

الماوردي: قبل أن ينقبض طرفك بالموت يخبره أنه سيأتيه قبل موته (٤)، وهذا تأويل قبيح، بل المعنى في هذا: آتيك به سريعاً، فقد جرت العادة بأن يقول القائل: أفعل هذا في لحظة وفي طرفة عين يريد السرعة، وآتيك في كلا الموضعين يجوز أن يكون المستقبل ويجوز أن يكون اسم الفاعل ولهذا جاز إمالته.

{فَلَمَّا رَآَهُ} أي: رأى العرش.

{مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ} حاصلاً بين يديه. قيل: نبع من الأرض (٥).

وقيل: أتي به من فوق في الهواء (٦).

{قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي} إشارة إلى إحضار العرش في مدة ارتداد الطرف من مسيرة شهرين.

{هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي} إبتدائي بالمنّة به من غير استحقاق له.

{لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} ليمتحنني فيظهر مني الشكر أو خلافه.

{وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ} فإنه يستجلب به المزيد في الدنيا والثواب في العقبى.

{وَمَنْ كَفَرَ} فضل الله فلم يشكره بالزيادة في الطاعة.

{فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ} عن شكره (٧).


(١) انظر: المصدر السابق (٤/ ٢١٣).
(٢) قاله مجاهد، ووهب بن منبه، وسعيد بن جبير، واختاره ابن جرير.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٨/ ٧٢).
(٣) حكاه الماوردي في النكت والعيون (٤/ ٢١٣).
(٤) انظر: النكت والعيون للماوردي (٤/ ٢١٤).
(٥) قاله ابن عباس، رضي الله عنهما.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٨/ ٧٤).
(٦) حكاه الواحدي في الوسيط (٣/ ٣٧٨).
(٧) في ب: " عن غيره ".

<<  <   >  >>