للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} لما وصف النمل بالمخاطبة وهي من أفعال العقلاء وصفها كما يوصف العقلاء.

{لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ} في الظاهر نهي لسليمان عن الحَطْم، وفي الحقيقة نهي لهن عن البروز والوقوف فصار كقول القائل: لا أَرَيَنّك ها هنا أي: لا تحضر هذا الموضع.

الفراء: فيه معنى الجزاء، وهذا القول يدفعه نون التأكيد لأنه من ضرورات الشعر (١). قال بعض المفسرين: يجوز أن يكون الله ألهمها الحذر والتحذير مما يضرها، فلما رأت العساكر حَذَّرت صواحبها فسمى الله ذلك قولاً، لأن كل إبانة عما في الضمير قول، فأوحى الله إلى سليمان بما كان منها وكذلك نقيق الديك بالدجاجة يحذرها من الشيء يقصدها فتعلم أنه دعاهن أي: تَعَالَيْن.

وقيل: بل فهم كلام النمل كما فهم كلام الهدهد، وكان يفهم كلام جميع الطيور (٢).

عن كعب قال: " صاح وَرَشَان (٣)


(١) انظر: غرائب التفسير للكرماني (٢/ ٨٤٥).
(٢) انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ٣٧٣).
(٣) الوَرَشَان: طائر شبه الحمامة، ولحمه أخف، وجمعه وِرْشَان، والأنثى وَررَشَانة.

انظر: لسان العرب (١٥/ ٢٧١)، مادة: ورش.

<<  <   >  >>