للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَالْجُلُودُ} هي: عطف على {مَا فِي بُطُونِهِمْ} أي: إذا بلغ الحميم رؤوسهم أذاب اللحم والعظم، ووصل إلى الجوف فأذاب الأمعاء ثم سالت الجلود.

{وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} يُعَذَّبون بها، جمع مِقْمَعة، وهي: سلاح كالمِدَقَّة، وقيل: هي السِّياط، وحقيقتها ما يُقْمَع به أي: يُكَفُّ بعنف.

وقيل: فيه تقديم وتأخير، وتقديره: ولهم مقامع من حديد يثقب بها رؤوسهم ثم يصب فيها من فوق رؤوسهم الحميم (١).

وقال بعض المفسرين: مقامع جمع مَقْمُع وهو: القُمْعُ واحد الأقماع (٢)، وفي الآية تقديم وتأخير كما حكيت.

{كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا} من النار.

{مِنْ غَمٍّ} من غمها وحَرِّها.


(١) وضعف ابن جرير هذا القول في جامع البيان (١٦/ ٤٩٥)، وأخرج بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وسلم قال: "إن الحميم ليصبُّ على رؤوسهم، فينفُذُ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه، حتى يبلغ قدميه، وهي الصَّهْر، ثم يعاد كما كان"، وأخرجه الترمذي (ك: أبواب صفة جهنم، باب: ما جاء في صفة شراب أهل النار، ح: ٢٧٠٨) وقال: "حديث غريب صحيح".
قال: "أخبر أن الحميم إذا صب على رؤوسهم نفذ الجمجمة حتى يخلص إلى أجوافهم، ولو كانت المقامع قد ثقبت رؤوسهم قبل صب الحميم عليها لم يكن يكن لقوله صلى الله عليه وسلم وسلم (إن الحميم ينفذ الجمجمة) معنى".
(٢) حكاه الواحدي في الوسيط (٣/ ٢٦٤).
المقامع: جمع مِقْمَع، وهو ما يُضرب به ويُذَلّل، يقال: قَمَعتُه فانقمع، أي كففته فانكف.
انظر: المفردات (٦٨٤)، مادة قمع، النهاية في غريب الأثر لأبي السعادات بن الجزري (٤/ ١٧٥).

<<  <   >  >>