للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: نبعة (١)، وقيل: غيرهما (٢).

{أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا} أتوكأ وأعتمد عليها إذا مشيت وإذا أعييت وعند الوثبة والظفرة.

{وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي} أخبط بها الشجر ليتناثر ورقها فتأكله غنمي (٣).

{وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (١٨)} جمع مأْرَبَة بالحركات الثلاث، وهي الحاجة، ووحد {أُخْرَى} لتأنيث الجماعة لروي الآية.

قال ابن عباس، رضي الله عنهما: " كان موسى يحمل عليها زاده وسقاه ويماشيه ويحدثه وكان يضرب بها الأرض فيخرج ما يأكل يومه، ويركزها فيخرج منها (٤) الماء فإذا رفعها ذهب الماء، وإذا ظهر له عدو حاربت وناضلت عنه، وإذا أراد الاستقاء من البئر أدلاها فكانت على طول البئر وصارت شعبتاها كالدلو حتى يستقى، وكان يظهر على شعبتها كالشمع بالليل يضيء له ويهتدى به، وإذا اشتهى ثمرة من الثمار ركزها فتغصنت غصن تلك الشجرة وأورقت ورقها وأثمرت ثمرها " (٥).


(١) النبع: شجر طوال، صلب يتخذ منه القسي والسهام، وأشده ما نبت في الجبال.
انظر: النهاية في غريب الأثر لأبي السعادات بن الجزري (٥/ ١٥٦).
(٢) انظر: معالم التنزيل للبغوي (٥/ ٢٦٨).
(٣) الهّشُّ: أن يضع الرجل المحجن في الغصن ثم يحركه حتى يسقط ورقه وثمره، ولا يكسر العود.
انظر: المصباح المنير (٢/ ٦٣٨). وانظر: غريب الحديث للخطابي (١/ ٣٥٠).
(٤) في ب " فيخرج الماء ".
(٥) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٦/ ٢٤٢)، معالم التنزيل للبغوي (٥/ ٢٦٩).

قال ابن كثير في تفسيره (٣/ ١٥٢): " وقد تكلف بعضهم لذكر شيء من تلك المآرب التي أُبهمت ... من الأمور الخارقة للعادة والظاهر أنها لم تكن كذلك، ولو كانت كذلك لما استنكر موسى عليه السلام صيرورتها ثعباناً فما كان يفر منها هارباً، ولكن كل ذلك من الأخبار الإسرائيلية " بتصرف يسير.

<<  <   >  >>