للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حكاية: قيل إن الوزير نظام الملك أبا الحسن علياً خرج يوماً إلى الصلاة فجلس قليلاً ثم التفت إلى الحاضرين وقال لهم هذا بيت شعر أريد له أوّلاً وهو هذا:

فكأنني وكأنه وكأنهم ... أمل ونيل حال دونهما القضا

وكان في الجماعة أبو القاسم مسعود الخجندي الشافعي، فقال مرتجلاً:

ببابي حبيب زارني متنكراً ... فبدا الوشاة له فولى معرضا

حكاية: قيل إن المهدي دخل يوماً وقت الظهر إلى مقصورة جاريته الخيزران على حين غفلة فوجدها تغتسل، فلما رأته تجللت بشعرها حتى لم يبن من جسدها شيء فأعجبه ذلك واستحسنه ثم عاد إلى مجلسه، وقال من بالباب من الشعراء؟ فقيل له أبو نواس وبشار بن برد قال فليحضرا جميعاً فأحضرا وجلسا قال فليقل كل منكما شعراً يوافق ما في نفسي، فأنشأ بشار بن برد يقول:

تتجنبتكم والقلب صاب إليكم ... بنفسي ذاك المنزل المتجنب

إذا ذكروا أعرضت لا عن ملالة ... وذكراكم شيء إلي محبب

وقالوا تجنبنا ولا تقربننا ... فكيف وأنتم حاجتي أتجنب

على أنهم أحلى من المنّ عندنا ... وأطيب من ماء الحياة وأعذب

فقال أحسنت ولكن والله ما أصبت، فقال أبو نواس:

نضت عنها القميص لصب ماء ... فورّد خدها فرط الحياء

وقابلت الهواء وقد تعرت ... بمعتدل أرق من الهواء

ومدت راحة كالماء منها ... إلى ماء معدّ في الإناء

فلما أن قضت وطراً وهمت ... على عجل لتأخذ بالرداء

وقامت تشرئب على حذار ... كشبه الظبي أفرد من ظباء

رأت شخص الرقيب على التداني ... فأسبلت الظلام على الضياء

فغاب الصبح منها تحت ليل ... وظل الماء يجري فوق ماء

فسبحان الإله وقد براها ... كأحسن ما تكون من النساء

قال المهدي: سيفاً ونطعاً. قال ولم يا أمير المؤمنين؟ قال كنت معنا. قال لا والله يا أمير المؤمنين قد قلت شيئاً خطر ببالي فأمر له بأربعة آلاف درهم وصرفه.

حكاية: حدث الربيع قال ما رأيت قط أثبت قلباً ولا أحضر حجة من رجل من أهل

<<  <   >  >>