للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقولون: يذكر الله في نفسه) ١.

قال ٢: (قال عتبة بن ربيعة ٣ - يوم بدر-٤ لأصحابه-: ألا ترون أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - جثيًّا ٥ على الركب، كأنهم خرس يتلمّظون ٦ تلمّظ الحيّات) ٧.

قال: (وبينما المنصور بن (أبي) ٨ عامر ٩ - في بعض غزواته-: إذ وقف


١ - أنظر نفس المصدر السابق.
وقال القرطبي عند قوله تعالى: {فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّة كَثِيرًا}: (قال قتادة: افترض الله- جلّ وعزّ ذكره- على عباده، أشغل ما يكونون عند الضراب بالسيوف وحكم هذا الذكر أن يكون خفيًّا، لأن رفع الصوت في مواطن القتال رديء مكروه إذا كان الذاكر واحداً، فأنَّا إذا كان من الجميع عند الجملة فحسن، لأنه يفتّ في أعضاد العدوّ، وروى أبو داود عن قيس بن عباد قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكرهون الصوت عند القتال). (الجامع لأحكام القرآن: ٨/ ٣٤).
٢ - أي الطرطوشي.
٣ - أبو الوليد، عتبة بن ربيعة بن عبد شمس: كبير قريش وأحد ساداتها في الجاهلية، موصوفاً بالرأي والحلم والفضل، خطيباً، نافد القول، أول ما عرف عنه توسطه للصلح في حرب الفجّار (بين هوازن وكنانه)، أدرك الإسلام، وشهد بدراً مع المشركين، وقاتل قتالاً شديداً، فأحاط به عليّ بن أبي طالب وحمزة وعبيدة بن الحارث، فقتلوه (سنة ٢هـ) (ابن حبيب- المحبر: ١٧٥، الزركلي- الأعلام: ٤/ ٢٠٠).
٤ - ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل "وادي الصفراء" وإليه نسبت الوقعة المشهورة التي أظهر الله بها الإسلام وفرّق بين الحق والباطل في شهر رمضان (سنة ٢هـ). (ياقوت الحموي- معجم البلدان: ١/ ٣٥٧ - ٣٥٨).
٥ - جثى على ركبتيه يجثي جثيًّا، وجثا يجثو جثوًّا: أي جلس على ركبته. (الرازي- الصحاح: ٦٩، المصباح المنير: ١/ ١١٣).
٦ - لمظ الرجل يلمظ لمظاً، وتلمّظ زيد تذوق وتتبع بلسانه اللّماظة، والحيّة أخرجت لسانها. (البستاني- فاكهة البستاني: ١٣١٢).
٧ - أنظر الطرطوشي في "سراج الملوك ": ١٧٧، "باب: في ذكر الحروب ومكائدها وحيلها وأحكامها"، وأورده- أيضاً- ابن قتيبة في "عيون الأخبار": ٢/ ١٠٨، "كتاب الحرب" "آداب الحرب ومكائدها".
٨ - ساقطة من جميع النسخ، والإضافة من "سراج الملوك " ومن كتب التراجم.
٩ - هو محمد بن عبد الله بن عامر المعافري القحطاني، المعروف: بالمنصور بن أبي غامر: أمير =

<<  <   >  >>