بتسجيل أرصاده بدقة وإجراء الحسابات الرياضية المعقدة لترشده، بل اكتشفت بنفسها ثلاثة سدم وثمانية مذنبات. وبعد موت وليم (١٨٢٢) عادت لتعيش مع أقربائها في هانوفر؛ وهناك واصلت دراساتها وأعدت مزيداً من القوائم بكشوف أخيها. وفي ١٨٢٨ نالت الميدالية الذهبية للجمعية الفلكية، وفي ١٨٤٦ نالت ميدالية من ملك بروسيا. وماتت عام ١٨٤٨ وقد بلغت الثامنة والتسعين.
د - بعض الفلكيين الفرنسيين
تجمعت حول مرصد باريس (الذي اكتمل بناؤه عام ١٦٧١) كوكبه من الراصدين، ألفت فيهم أسرة كاسيني، خلال أجيال أربعة، برجاً من الأنجم التي يتلو بعضها بعضاً. فكان جوفاني دومنيكو كاسيني مديراً للمرصد من ١٦٧١ إلى ١٧١٢. وبعد موته خلفه في إدارة المرصد ابنه جاك، الذي خلفه (١٧٥٦) ابنه سيزار فرنسوا كاسيني دتوري، الذي خلفه هو الآخر (١٧٨٤) ابنه جاك دومنيك، الذي مات بلقب كونت كاسيني في ١٨٤٥ بعد أن عمر إلى السابعة والثمانين. هنا أسرة جديرة بأن يقرن اسمها باسمي أسرتي برنوللي وباخ.
أما جان لورون دالامبير فكان بغير أسرة، لا قبل مولده ولا بعده، ولكنه جمع العلوم من حوله كما يجمع الإنسان أطفاله. وقد طبق رياضته على الفلك، فقنن نظرية نيوتن في "استقبال" الاعتدالين، وفرض برادلي في الميل المحوري للأرض: يقول لابلاس "إن اكتشاف هذه النتائج كان في زمن نيوتن ممتنعاً على التحليل والميكانيكا … وقد أرجئ شرف القيام بهذه المهمة دالامبير. فبعد عام ونصف من المؤلف الذي قدم فيه برادلي كشفه، قدم لدالامبير رسالته "أبحاث في استقبال الاعتدالين (١٧٤٩)، وهي عمل رائع في تاريخ ميكانيكا ودنياميكا الأجرام السماوية، روعة عمل برادلي في حوليات الفلك (٥٩) ".
وقد لوثت سجل دالامبير لطخة، هي أنه لم يغتبط بما أدركه منافسوه من نجاح-ومن منا قد سما به خلقه إلى الابتهاج المقدس؟ واشتدت