للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سفيان بن عيينة: (قلت لعبيد الله بن أبي يزيد: مع مَنْ كنتَ تدخل على ابن عباس؟ قال: مع عطاء. قلت: فطاووس؟ قال: أيهات (١) ذاك، كان يدخل مع الخواص) (٢). وروى عن يحيى بن معين قال: (سُمِّيَ طاووسًا، لأنه كان طاووس القُرَّاء) (٣).

والقراءُ في لغة السلف هم: أهل العلم والدين؛ كما في الحديث الصحيح: كان القُرَّاء أهل مجلس عمر، شيوخًا كانوًا أو شُبَّانًا (٤).

فإنَّ لفظ المتكلِّم والمتصوِّف والزاهد والأصولي ونحو ذلك = ألفاظٌ محدثة، لم يكن الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعون لهم بإحسان يتكلمون بها.

وقال أبو حاتم بن حبان (٥): (طاووس كان من فقهاء أهل اليمن وخيارهم، وعُبَّادِ التابعين وزهادهم). وقد أدرك طاووس خمسين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (٦)، ومناقبه في العلم والدين مشهورة.

وطاووس أعلمُ بمسائل الطلاق مِنْ كُلِّ مَنْ نازعه فيها، فإنه كان قد تلقى علمها عن ابن عباس، ولم يكن على عهد ابن عباس أعلمَ بذلك منه ولا أفقه


(١) لغة في (هيهات). انظر: المخصص لابن سيده (٥/ ٨٠)، تهذيب اللغة (٦/ ٢٥٧).
(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٤/ ٥٠٠).
(٣) تهذيب الكمال (١٣/ ٣٥٨).
(٤) أخرجه البخاري (٧٢٨٦) من حديث عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -.
(٥) في الثقات (٤/ ٣٩١).
(٦) التعديل والتجريح لمن خرَّج له البخاري في الجامع الصحيح للباجي (٢/ ٦٤٧/ رقم ٤٣٢).