للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خامسا: الإنكار: وأعني به تغيير المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب.

وهذا يعد ثاني شقي ركن الإسلام الركين (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر) وهو النهي عن المنكر.

أما الشق الأولى (الأمر بالمعروف) فهو داخل ضمن الأساليب المتقدمة في (أولا، وثالثا، ورابعا) فتشخيص الداء ووصف الدواء، لمن وقع في (مشكلة السرف) وتربيته وترغيبه، كل ذلك أمر له بالخير والمعروف.

وقد تتضمن هذه الأساليب شيئا من الإنكار، ولكن ليس بصورة ظاهرة؛ لذا استحسن إفراد أسلوب الإنكار تنبيها إلى أهميته.

نعم. . إن الإنكار على أهل السرف والإفراط أحد أساليب معالجة (مشكلة السرف) ، بل هو من أهم الأساليب؛ لأن كثيرا من الناس لا يرعوون عن الغي إلا بالإنكار عليهم.

ويرى أبو حامد الغزالي رحمه الله أن للاحتساب (الإنكار) درجات، هي:

١ - التعريف.

٢ - النهي.

٣ - ثم الوعظ والنصح.

٤ - ثم السب والتعنيف.

٥ - ثم التغيير باليد.

٦ - ثم التهديد بالضرب.

٧ - ثم إيقاع الضرب، واتخاذ القوة المناسبة (١) .

أي أن الإنكار يسير بالتدريج بدءا بالتلطف وانتهاء بالتعنيف والشدة، على أن لا يترتب على الإنكار منكر أعظم أو مساو " فحيث كانت مفسدة الأمر والنهي أعظم من مصلحته، لم تكن مما أمر الله به، وإن كان قد تُرك واجب، وفُعل محرمٌ؛ إذ المؤمن عليه أن يتقي الله في عباده، وليس عليه هداهم " (٢) .


(١) إحياء علوم الدين ٢ / ٣٢٤.
(٢) الحسبة لابن تيمية: ص١١٨، تحقيق وضبط محمد زهري النجار.

<<  <   >  >>