للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللتان لا يخلفاني: الحسد، وبالحسد لعنت، وجعلت شيطاناً رجيماً، والحرص، أتيح آدم الجنة كلها، فأصبت حاجتي منه بالحرص.

قالوا: إن نوحاً قال لإبليس: ويلك، قد غرق أهل الأرض من أجلك، قد أهلكتهم.

قال له إبليس: فما أصنع؟ قال: تتوب، قال: فسل ربك هل لي من توبة؟ فدعا نوح ربه، فأوحى الله إليه أن توبته أن يسجد لقبر آدم، قال: قد جعلت لك توبة، قال: وما هي؟ قال: تسجد لقبر آدم، قال: تركته حياً وأسجد له ميتاً؟!.

وعن ابن عباس: أن إبليس لما سرق حبلة العنب، وطلبها نوح، فلم يقدر عليها، قال لولده: التمسوا، فقال جبريل: ذهب بها إبليس، وإنا قد بعثنا إليه لتؤتى بها، وهو شريكك، فقاسمه، وأحسن مقاسمته.

فجاء به الملك ومعه الحبلة، فقال له: يا إبليس بئس ما صنعت! إنك سرقت حبلة العنب، وحملتك فما كافأتني، قال: ما أنت حملتني، ولكن الله أنظرني، قال: إن لي في هذه شركة، قال: لك الثلث، ولي الثلثان، قال: ما أنصفتني.

قال له جبريل: رده وأحسن مشاركته، قال: له النصف، فقال: رده، إنك تأكله غضاً وعنباً ويابساً وحلواً وحامضاً، وتشربه عصيراً.

قال: فلي الثلث وله الثلثان، فرضي.

وزاد في آخر: فما كان فوق الثلث فلإبليس.

<<  <  ج: ص:  >  >>