سبعين رجلاً، ثم خرج بهم فقالوا: أين تذهب بنا؟ قال: أذهب بكم إلى ربي، وعدني أن ينزل علي التوراة. قالوا: فلا نؤمن بها حتى ننظر إليه. فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون، فبقي موسى قائماً بين أظهرهم ليس معه منهم أحد " قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا " ماذا أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وليس معي رجل ممن خرج معي؟ ثم قرأ:" ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون " فقالوا: " هدنا إليك ". قال: فبهذا تعلقت اليهود، فتهودت بهذه الكملة.
وقوله تعالى:" فاقتلوا أنفسكم " قال: قام بعضهم إلى بعض بالخناجر، فقتل بعضهم بعضاً، لا يحمي الرجل على قريب ولا بعيد، حتى لوى موسى عليه السلام بثوبه، فألقوا ما بأيدهم فكشفوا عن سبعين ألف قتيل، وإن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى أن حسبي فقد اكتفيت.
زاد في حديث آخر: فكانت شهادة للمقتول وتوبة للحي.
وفي حديث: فأحزن موسى وبني إسرائيل الذي كان من القتل، فاوحى الله إلى موسى: ما يحزنك؟ أما من قتل منهم فحي عندي يرزق، وأما من بقي فقد قبلت توبته. فسر بذلك موسى وبنو إسرائيل.
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كان أول شأن موسى نسياناً، والثانية عذراً، والثالثة فراق ما بينهما؛ ولو صبر موسى لقص الله علينا من شأنهما أكثر مما قص.
وعن محمد بن كعب أن موسى ثقل عليه أمر بني إسرائيل، واشتد عليه بعض المؤنة منهم فقال له رجل: