للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن الفراء في قوله عز وجل: " ومكروا ومكر الله " معنى هذه الآية: أن عيسى غاب عن خالته زماناً فأتاها، فقام رأس الجالوت اليهودي، فضرب على عيسى حتى اجتمعوا على باب داره فكسروا الباب ودخل رأس الجالوت ليأخذ عيسى فطمس الله عينيه عن عيسى، ثم خرج إلى أصحابه فقال: لم أره، ومعه سيفٌ مسلول، فقالوا: إنه أنت عيسى. ألقى الله شبه عيسى عليه، فأخذوه فقتلوه وصلبوه، فقال جل جلاله: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " ألقى شبهه عليه، ثم قال عز وجل: " ومكروا ومكر الله ".

وعن ابن عباس قال: لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه وهم في بيت اثنا عشر رجلاً من عينٍ في البيت، ورأسه يقطر ماء؛ قال: فقال: إن منكم من سيكفر اثنتي عشرة مرة من بعد أن آمن بي، ثم قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي؟ فقام شاب من أحدثهم سناً فقال: أنا، فقال عيسى: اجلس، ثم أعاد عليهم، فقام الشاب فقال: أنا، فقال: اجلس، ثم أعاد عليهم، فقام الشاب فقال: أنا، فقال: نعم أنت ذاك. فألقى عليه شبه عيسى، ورفع عيسى من روزنةٍ في البيت إلى السماء، وجاء الطلب من اليهود فأخذوا شبهه فقتلوه وصلبوه، وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به، فتقرقوا ثلاث فرق؛ قالت فرقة: كان الله فينا ما شاء ثم صعد إلى السماء، وهؤلاء اليعقوبية؛ وقالت فرقة: كان فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه إليه وهم النسطورية؛ وقالت فرقة: كان عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه اله إليه، وهؤلاء المسلمون. فتظاهرت الكافرتان على المسلمة فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامساً حتى بعث الله محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة " يعني الطائفة التي كفرت من بني إسرائيل في

<<  <  ج: ص:  >  >>