وعن بدر بن خالد قال: وفد علينا زيد بن ثابت يوم الدار فقال: ألا تستحيون ممن تستحي منه الملائكة؟! قلنا: وما ذاك؟ قال: سمعت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول: " مر بي عثمان وعندي جيل من الملائكة ". وفي رواية: وعندي ملك من الملائكة فقال: شهيد يقتله قومه، إنا نستحي منه. قال بدر: فانصرفنا عصابة من الناس.
وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في الإسلام عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".
وعن عبد خير قال: وضأت علياً برحبة الكوفة فقال: يا عبد خير سلني، قلت: عما أسألك يا أمير المؤمنين؟ فتبسم ثم قال: وضأت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما وضأتني، فقلت: من أول من يدعىإلى الحساب يوم القيامة؟ قال: أنا، أقف بين يدي ربي عز وجل ما شاء الله، ثم أخرج وقد غفر الله لي. قلت: ثم من؟ قال: أبو بكر يقف كما وقفت مرتين، ثم يخرج وقد غفر الله له. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر يقف كما وقف أبو يكر مرتين، ثم يخرج وقد غفر الله له. قلت ثم من؟ قال: أنا. قلت: وأين عثمان يا رسول الله؟ قال: عثمان رجل ذو حياء، سألت ربي عز وجل ألا يوقفه للحساب، فشفعني.
وعن فاطمة ابنة عبد الرحمن قالت: حدثتني أمي أنها سألت عائشة وأرسلها عمها فقال: إن أحد بنيك يقرئك السلام ويسألك عن عثمان بن عفان، فإن الناس قد شتموه؟ فقالت: لعن الله من لعنه، فوالله لقد كان قاعداً عند نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمسند ظهره إلي، وإن جبريل عليه السلام ليوحي إليه القرآن، وإنه ليقول له: اكتب يا عثيم. فما كان الله لينزل تلك المنزلة إلا كريماً على الله ورسوله