للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيحفي المسألة، وتشهد لذلك أنفسهم، ويقولون: اقرأ على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منا السلام، إن الذي أنزله الحديبية لقادر أن يدخله بطن مكة.

وقال المسلمون: يا رسول الله، وصل عثمان إلى البيت وطاف. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ما أظن عثمان يطوف بالبيت ونحن محصورون. قالوا: يا رسول الله، وما يمنعه وقد وصل إلى البيت؟ قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ظني به ألا يطوف حتى نطوف ". فلما رجع عثمان إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالوا: اشتفيت من البيت يا أبا عبد الله؟ فقال عثمان: بئس ما ظننتم بي، لو مكثت بها سنة والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقيم بالحديبية ما طفت، ولقد دعتني قريش إلى أن أطوف بالبيت فأبيت ذلك عليها، فقال المسلمون: رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أعلمنا بالله، وأحسننا ظناً.

فلما رجع عثمان أتى به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الشجرة فبايعه، وقد قبل ذلك حين بايع الناس قال: إن عثمان ذهب في حاجة الله وحاجة رسوله، فأنا أبايع له، فضرب بيمينه شماله.

وعن سعيد بن العاص: أن عثمان وعائشة أخبره أنا أبا بكر استأذن على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر، فأذن له، وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف. قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس وقال لعائشة: اجمعي عليك ثيابك قال: فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت. قال فقالت عائشة: يا رسول الله، لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان. فقالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إن عثمان رجل

<<  <  ج: ص:  >  >>