للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عجل ربي لها خراباً ... برغم أنف الذي ابتناها

وختمها ودفعها إلى الخصي، فأدخلها إلى المعتصم. فلما رآها قال: من صاحب هذه الرقعة؟ قال: دعبل، وقد جعل لي نصف الجائزة؛ فطلب، فكأن الأرض انطوت عليه ولم يعرف له خبر، فقال المعتصم: أخرجوا الخصي فأجيزوه بألف سوط، فإنه زعم أن له نصف الجائزة، وقد أردنا أن نجيز دعبلاً بألفي سوط. قال: ثم لم يلبث أن كتب إليه من قم بهذه الأبيات:

ملوك بني العباس في الكتب سبعة ... ولم تأتنا في ثامن منهم الكتب

كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة ... غداة ثووا فيه وثامنهم كلب

وإني لأزهي كلبهم عنك رغبةً ... لأنك ذو ذنب وليس له ذنب

كأنك إذ ملكتنا لشقائنا ... عجوز عليها التاج والعقد والإتب

فقد ضاع أمر الناس حتى يسوسهم ... وصيف وأشناس وقد عظم الخطب

وإني لأرجو أن ترى من مغيبها ... مطالع شمس قد يغص بها الشرب

وهمك تركي عليه مهانةً ... فأنت له أم وأنت له أب

وأما الخامسة: فإن ابن أبي داود كان يعطيه الجزيل من ماله، ويقسم له على أهل عمله، فعتب عليه، فقال فيه:

أبا عبد الإله أصخ لقولي ... وبعض القول يصحبه السداد

نرى طسماً تعود بها الليالي ... إلى الدنيا كما رجعت إياد

<<  <  ج: ص:  >  >>