وعن صالح المري قال: أوحى الله عز وجل إلى داود: يا داود، اسمع مني، الحق أقول لك: إنه من ذكر ذنوبه في الخلاء، فاستحيا عند ذكرها، سترتها عن الحفظة وغفرتها له؛ يا داود، اسمع مني، الحق أقول لك: إنه من عمل من الذنوب حشو الأرض من شرقها إلى غربها، ثم ندم عليها حلب شاة سترتها عن الحفظة وغفرتها له؛ يا داود، اسمع مني، الحق أقول لك: إنه من عمل حسنةً واحدةً أدخله جنتي. قال له داود: وما تلك الحسنة؟ قال: يكشف عن مكروب كرباً ولو بشق تمرة.
قال أبوسليمان الداراني: شهدت مع أبي الأشهب جنازةً بعبادان، فسمعته يقول: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: يا داود، حذر وأنذر أصحابك أكل الشهوات، فإن القلوب المتعلقة بشهوات الدنيا، عقولها محجوبة عني.
قال أبو جعفر البصري: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: تزعم أنك تحبني، فأخرج حب الدنيا من قلبك، فإن حبي وحبها لا يجتمعان في قلب واحد.
قال أبو الحسين البصري: أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام: تزعم أنك تحبني وتدعي عشقي، وتسيء بي الظن صباحاً ومساءً. أما كانت لك عبرة أن شققت سبع أرضين، فأريتك ذرة في فيها برة لم أنسها؛ أما إني لولا أني أحفظ منك خصالاً لحرقتك بالنيران.
وعن صالح المري قال: قال داود عليه السلام: يا رب، دلني على عمل يدخلني الجنة. قال: آثر هواي على هواك.
وعن شداد أبي عمار قال: قال داود عليه السلام: يا رب، دلني على عمل يدخلني الجنة. قال: اعمل بعمل الأبرار، ولا تبسم في وجوه الفجار.