وفي حديث آخر بمعناه: عند المنكسرة قلوبهم من مخافتي.
وعن وهب قال: كان داود عليه السلام يقول في مناجاته: طوبى لمن أرضاك في دار الفناء، لترضيه في دار البقاء؛ طوبى لمن ذكر ساعة موته، فعمل في ساعة حياته.
زاد غيره: إلهي، ما أحلى ذكرك في أفواه المخلصين، في بيوت الصادقين الذين يؤمنون بوعدك، ويعلمون أن مرجعهم إلى أمرك يوم تقتص للمظلومين. إلهي، اجعلني ممن أزمر لك أيام الحياة، وأعظمك في مجلس الشيوخ.
قال زهير: أزمر لك: أنوح لك.
وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قاتل: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: أوحى الله تعالى إلى داود: يا داود، إن العبد ليأتي بالحسنة يوم القيامة فأحكمه بها في الجنة. قال داود: يا رب، ومن هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة؟ قال: عبد مؤمن سعى في حاجة أخيه المسلم، أحب قضاءها، قضيت على يديه أو لم تقض.
وعن كعب بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أوحى الله عز وجل إلى داود النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا داود، ما من عبد يعتصم بي دون خلقي، أعرف ذلك من نيته، فتكيده السماوات بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجاً؛ وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني، أعرف ذلك من نيته، إلا قطعت أسباب السماء بين يديه، وأرسخت الهوى من تحت قدميه؛ وما من عبد يطيعني إلا وأنا معطيه قبل أن يسألني، وغافر له قبل أن يستغفرني.