بأوكد لفظ وأسده؛ لما راج لهم عند المؤمنين إلا رواجًا ظاهرًا لا باطنًا، ولأنهم ليس لهم في عقائدهم باعث قوي على النطق في خطاب المؤمنين بمثل ما خاطبوا به إخوانهم من العبارة المؤكدة؛ فلذلك قالوا في خطاب المؤمنين "آمنا" وفي خطاب إخوانهم "إنا معكم".
وهذه نكت تخفى على من ليس له قدم راسخة في علم الفصاحة والبلاغة.
هذا نموذج قرأته لك من كلام ابن الأثير حول هذه المسألة، وقد اهتم العلماء أيضًا في مسألة الجملة، وذلك عرضناه لك في ثنايا ما تحدثنا عنه في المنهج من مسألة التقديم والتأخير، ومسألة استخدام النكرة والمعرفة، وغير ذلك داخل الجمل.
ونكون بذلك -أيها الابن النجيب- قد انتهينا من منهجنا.
وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يرزقنا وإياكم الفهم الصحيح، وأن يرزقنا العلم الصحيح، وأن يكون ذلك مدعاة للقرب من الله -سبحانه وتعالى- وطريقا إلى رضاه -سبحانه وتعالى- وجزاكم الله خيرًا.