٣ - أن تشتمل على ضرب المثل من التاريخ الإسلامي، وتاريخ الأمم الأخرى، ومن واقع المخاطبين، فإن ضرب المثل له أثره على النفوس، ولضرب المثل ضوابط وقواعد.
٤ - أن تشتمل على الأسلوب الحسن، والأدب الإسلامي الرفيع، بتجنب التخصيص، والتجريح لهم.
٥ - أن تشتمل على العظة، والحث على التقوى، والتذكير بالآخرة، ومشاهد القيامة، وما يرقق القلوب، ويحيي النفوس.
أما بالنسبة لمقومات الخطيب الناجح، فأبرزها الإخلاص وصدق اللهجة، وحسن السيرة والسمعة وحسن الخلق، بالإضافة إلى ما يتمتع به من علم وثقافة، وفصاحته وحسن مظهره، ثم تثبته من المعلومات، والأخبار، والأحكام التي يلقيها على الناس، وتجنبه للتقعر والتكلف وتقليد غيره في الكلام والحركات، وأن يقوم بإعداد الخطبة إعدادا جيدا، ويقوم بتقويمها تقويما دقيقا حتى يتسنى له تجنب الأخطاء والعثرات، ويرتقي إلى المستوى المطلوب.
أما المخاطبون فيراعى فيهم اختلاف مستواهم من حيث السن والعلم والأعراف، فالخطبة في الوسط الشبابي المثقف غير الخطبة في وسط الكبار في السن الذين يغلب عليهم قلة العلم، وتتمكن منهم العادات والتقاليد.
ويراعى فيهم الأمراض الاجتماعية المختلفة، وكيفية معالجتها بالحكمة والموعظة الحسنة، وذلك بأن يحرص الخطيب على القرب منهم، ومشاركتهم مناسباتهم المختلفة، ومخالطتهم، وتحسس مشكلاتهم، والعمل معهم على حلها، والتعاون معهم على تذليل العقبات التي تعترض حياتهم، وبذلك تتعزز ثقتهم به، وتتقوى الأواصر معه فيصبح فردا منهم، يستشيرونه في أمورهم، ولا يقطعون أمرا دونه، ثم عليه أن يتابع انفعالاتهم بالخطبة، وما تحدثه من تغيير في حياتهم ليتسنى له تقويمها تقويما صحيحا