في اللوح المحفوظ عنده قبل أن يخلق السماوات والأرض والإنسان وغيره، وأخبر أنه مع هذا قد وكل بكل إنسان ملكين: واحدا عن يمينه يكتب الحسنات، والآخر عن شماله يكتب السيئات، لا يفوتهما شيء، وأخبر الله - سبحانه - أن كل إنسان يُعطى يوم الحساب كتابه الذي كُتب فيه أقواله وأعماله، فيقرؤها لا ينكر منها شيئا، ومن أنكر شيئا أنطق الله سمعه وبصره ويديه ورجليه وجلده بجميع ما عمل.
وفي القرآن العظيم بيان ذلك بالتفصيل، قال الله - تعالى -: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[ق: ١٨] وقال - تعالى -: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ - كِرَامًا كَاتِبِينَ - يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}[الانفطار: ١٠ - ١٢]
شرح الآيات: يخبر الله - سبحانه وتعالى - أنه وكل بكل إنسان ملكين: واحدا على يمينه رقيب يكتب حسناته، والآخر على شماله عتيد يكتب سيئاته، ويخبر الله في الآيتين الأخيرتين أنه وَكَّلَ بالناس ملائكة كراما، يكتبون جميع أفعالهم، وأخبر أنه جعل لهم القدرة على العلم بجميع