للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليحذر أن يجعله سبيلًا إلى نيل الأعراض، وطريقًا إلى أخذ الأعواض، فقد جاء الوعيد لمن ابتغى ذلك بعلمه.

وليتق المفاخرة والمباهاة به، وأن يكون قصده في طلب الحديث نيل الرئاسة، واتخاذ الأتباع، وعقد المجالس، فإن الآفة الداخلة على العلماء أكثرها من هذا الوجه (١).

(١) قوله: "وليتق المفاخرة والمباهاة به"، يعني: وصف النفس بالعلو لكونها قد اتصفت بالعلم، ولا يكن قصده في طلب الحديث الرياء، وإنما ينوي بطلبه للحديث رضا رب العالمين، ودخول الجنة.

ولا ينوي الأعراض كالجاه والرئاسة والعلو والسمعة بأنه أخذ الشهادة، ولا يقصد الأعواض كالمرتبات وأجر المحاماة ونحوها.

الطريقة الخامسة: عدم الاستهزاء بالجهال، والضحك على تصرفاتهم، فإن الإنسان متى استهزأ بالآخرين لكونهم لا يعلمون عاقبه الله بسلب العلم منه، وقد جاء في الحديث: (لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك) [١].

كذلك من طرائق حفظ العلم ورعايته: حفظ مكانة أهل العلم، فإنك عندما تنتقص غيرك من العلماء فإن ذلك يكون سببًا في عدم تمكينك من تحصيل العلم؛ فإن الله - جل وعلا - جعل حملة العلم لهم مكانة وحرمة، وجعل المعتدي عليهم بالأذية يعاقب بالعقوبات الدنيوية والأخروية، كما في جاء في الحديث: (من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب) [٢]، ولذلك يحفظ الإنسان لسانه من الكلام في علماء الشريعة.


[١] أخرجه الترمذي (٢٥٠٦).
[٢] أخرجه البخاري (٦٥٠٢).

<<  <   >  >>