للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد روى البيهقي عن شعبة في الحديث: "رافعًا صوته"، ولما اختلف


= قال شعبة: "وأخفى بها صوته". ويقال: إنه وهم فيه، لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة، فقالوا: "ورفع صوته بآمين". وهو الصواب.
وأخرجه مختصرا وبتمامه ابن حبان (١٨٠٥) والطبراني في "الكبير" ٢٢/ (٢) و (٣) و (١٠٩) و (١١٢)، والحاكم ٢/ ٢٣٢ من طرق عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن حجر، عن علقمة، عن وائل، به. إلا أن ابن حبان لم يذكر الإخفاء بها أو الجهر.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجا
اختلف سفيان وشعبة في هذا الحديث، فرواه سفيان عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، قال: سمعت النبي قرأ (ولا الضالين) فقال: "آمين" يمد بها صوته.
ورواه شعبة - كما في هذا الإسناد - عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر، به، إلا أنه قال: "وخفض بها صوته".
وإذا اختلف شعبة وسفيان، فالقول قول سفيان، وهو ما رجحه الأئمة، وقد نبه على خطأ شعبة هذا البخاري في "تاريخه" (٣/ ٧٣)، وفيما نقله عنه الترمذي في "جامعه" (٢/ ٢٨)، وفي "العلل الكبير" (١/ ٢١٧ - ٢١٨)، وقد تابع سفيان العلاء بن صالح كما سلف في تخريج الرواية (١٨٨٤٢).
وقد رواه شعبة بمثل رواية سفيان فيما أخرجه البيهقي في "السنن" (٢/ ٥٨) من طريق أبي الوليد الطيالسي، عن شعبة، عن سلمة بن كهيل، به.
قلنا: فإن صحت هذه الرواية فيكون شعبة قد رجع عن خطئه، أو أن أحد الرواة وهم في هذه الرواية، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>