ألا يرى أنه روي في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة: "أنه ﷺ كان يسكت هنيهة قبل القراءة بعد التكبير، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة، ما تقول؟ قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبَرَد"، وهو أصح من الكل؛ لأنه متفق عليه، ومع ذلك لم يقل بسنيته عينًا أحد من الأربعة، [والحاصل](١) أن غير المرفوع أو المرفوع المرجوح في الثبوت عن مرفوع آخر قد يقدم على عديله، إذا اقترن بقرائن تفيد أنه صحيح عنه ﵇ مستمر عليه.
(الله أكبر كبيرًا) قيل: "حال مؤكدة، نحو: زيد أبوك عطوفًا"، وقيل:"منصوب بإضمار فعل، كأنه قيل: الله أكبر أُكَبِّرُ كبيرًا"، وقيل:"هو منصوب على القطع من اسم الله تعالى"، ذكره في "النهاية". (والحمد لله كثيرًا) صفة مصدر محذوف، كما جاء في رواية:"حمدًا كثيرًا".
(وسبحان الله بكرة وأصيلًا) منصوبان على الظرفية، أي: أول النهار وآخره، أو أول الملوين، والمراد بهما الدوام، كما قيل في قوله تعالى: ﴿وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ [مريم: ٦٢]، قيل: "خصا بالذكر لاجتماع