(وألّف) أمر من التأليف، أي: أوقع الألفة الناشئة عن المحبة (بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم) أي: الحالات الواقعة بينهم؛ ليسلموا من الخطأ والفساد، فيما بين العباد والبلاد، وقيل: لفظ "ذات" مقحم فالمفعول محذوف، أي: وأصلح الأمور الدينية، والأحوال الدنيوية الكائنة فيما بينهم، وأغرب الحنفي حيث قال:"أي: أِّلفْ الصلاح والصلح بينهم"، انتهى.
وفي "المغرب" قال: "يعني الأحوال التي كانت بينهم، وإصلاحها بالتعهد والتفقد، ولما كانت ملابسة للبين وصفت به، فقيل لها: ذات البين، كما قيل للأسرار: "ذات الصدور" لذلك ".
(وانصرهم على عدوك وعدوهم) أي: الشيطان، لقوله تعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ [فاطر: ٦]، وعلي أعدائك وأعدائهم من الكفار، فإن العدو يطلق على المفرد والجمع، مع قطع النظر عن إفادة الإضافة معنى الجنسية.
(اللهم العن الكفرة الذين يصدون) أي: يُعرضون ويميلون (عن سبيلك) أو يمنعون الناس عن طريقك، فإن "صد" جاء لازمًا ومتعديًّا، فمن الأول: قوله تعالى: ﴿يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا﴾ [النساء: ٦١]، ومن الثاني: قوله سبحانه ﴿وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [البقرة: ٢١٧]، والفرق بينهما بالمصدر، فتأمل، (ويكذبون) بالتشديد ويجوز تخفيفه، أي: ينسبون إلى الكذب (رسلك، ويقاتلون أولياءك) أي: المؤمنين.