للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكامل الجامع، (وكلماتك) أي: وكتبك، أو أسمائك (التامة) أي: النافعة الكاملة، (من شر ما أنت آخذ بناصيته) أي: هو في ملكك، وتحت سلطانك، وفي قبضتك، وأنت متصرف فيه على ما تشاء، والناصية: شعر مقدم الرأس على ما في "الصحاح" (١)، والأخذ بالناصية كنايةٌ عن الاستيلاء التام والتمكن من التصرف العام، وإنما لم يقل: "من شر كل شيء" إشعارًا بأنه المسبب لكل ما يضر وينفع والمرسل له، لا أحد يقدر على منعه، ولا شيء ينفع [في] (٢) دفعه (٣).

قال ميرك: "كنى بالأخذ بالناصية عن فظاعة شأن ما تعوذ من


= مجرور. وذهب أهل السنة أيضا إلى إبطال تأويل الوجه بالثواب.
ومن الأحاديث التي تدل على إثبات هذه الصفة ما رواه مسلم من حديث أبي موسى عن النبي أنه قال: "جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" وهذا الحديث يدل على بطلان تأويل الوجه بالثواب. وقد تأول بعض المبتدعة الوجه بالجاه وهذا باطل أيضًا لأن الجاه يأتي منه الوجاهة وليس الوجه والأحاديمث السابقة تدل على بطلان هذا التأويل فأثبت السلف صفة الوجه لرب العالمين.
(١) لم أجده في "الصحاح" لكنه في "تهذيب اللغة" للأزهري (١٢/ ٢٤٤) مادة (ن ص و) بلفظ: "الناصية: هي قُصاصُ الشّعَر في مقدَّم الرأس".
(٢) كذا في (أ) و (ج) و (د)، وفي (د): "من".
(٣) أورده بتصرف الشارح في مرقاة المفاتيح (٤/ ١٦٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>