للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتوفاها بتاءين (١)، وحسن الحذف هنا لئلا يجتمع ثلاث تاءات" (٢)، انتهى.

والمعنى: أنه زاد حسن الحذف هنا لما ذكر، وإلا فحذف إحدى التاءين مستحسنة كثر وقوعها في أفصح الكلام، (لك مماتها ومحياها) أي: موتها وحياتها، إيماء إلى قوله تعالى: ﴿وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢]، أو المعنى: لك لا لغيرك إماتتها وإحياؤها، كما يشير إليه قوله: (إن أحييتها) أي: بإيقاظها (فاحفظها) أي: من البليات، وارتكاب السيئات، (وإن أمتها) بتشديد التاء، أي: بقبضها (فاغفر لها).

(اللهم) "إني" نسخة (أسألك العافية) أي: في النوم واليقظة، والدنيا والآخرة.

(م، س) أي رواه: مسلم، والنسائي، عن ابن عمر (٣).

(اللهم إني أعوذ بوجهك) أي: بذاتك (٤) (الكريم) أي: النافع، أو


(١) بعدها في "مفتاح الحصن الحصين" زيادة: "فحذفت إحداهما".
(٢) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ٧/ ب).
(٣) أخرجه مسلم (٢٧١٢) واللفظ له؛ والنسائي في السنن الكبرى (١٠٥٦٤) بلفظ: "اللهم أنت خلقت نفسي. . .".
(٤) قد دلت العديد من الآيات والأحاديث على إثبات صفة الوجه لرب العالمين قال تعالى: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ وقد احتج أهل السنة بهذه الآية على إبطال تأويل الوجه بالذات لأنه لو كان الوجه والذات شيئا واحدًا لقال (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) ولما كان الوجه غير الذات عوملت صفة الوجه غير معاملة الذات فرفعت صفتها بينما كلمة الرب =

<<  <  ج: ص:  >  >>