للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكسر، وهي التي لا صبر عليها، (وفتنة) أي: بلية ومحنة من كثرة مال أو وسعة جاه (مضلة) أي: موقعة في الضلالة، ولعل العدول عن السراء المقابل للضراء إلى الفتنة للإشعار بأن تحتها [امتحانًا كثيرًا ضرره] (١)، وإن كان في الضراء أيضًا ابتلاء لكنه أخف.

والحاصل: أن المؤمن الكامل، كما قال : "عَجَبًا لأمر المؤمن! إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له؛ وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا"، ولكن قال تعالى: ﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [التغابن: ١٥] أي: لمن لم يشغله محبة الأموال والأولاد عن خدمة رب العباد.

(اللهم زيِّنا بزينة الإيمان) أي: بتوفيق الطاعة وحلية الإحسان، (واجعلنا هداة) أي: هادين (مهتدين) إلى مراتب الإيقان، وفي وصف "الهداة" بـ"المهتدين": إشعار بأن الهادي إذا لم يكن مهتديًا في نفسه لم يصلح أن يكون هاديًا لغيره، وفي نسخة: "مهديين"، على وزن "مرقي" بمعنى مهتدين.

(س، مس، أ، ط) أي رواه: النسائي، والحاكم، وأحمد، والطبراني، عن عمار بن ياسر (٢).

(اللهم إني أسألك من الخير كله) بالجر على أنه تأكيد للخير، وبالنصب


(١) هذا هو الصواب، وفي جميع النسخ: "امتحان كثير ضررها".
(٢) أخرجه أحمد (٤/ ٢٦٤)، والنسائي (٣/ ٥٤)، والطبراني في "الدعاء" (٦٢٥) والحاكم (١/ ٧٠٥) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: ابن حبان (١٩٧١). وصححه الألباني في صحيح الجامع (١٣٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>