للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وسلوا) ضبط بالوجهين، أي: اطلبوا (له التثبيت) وفي نسخة صحيحة وهو "أصل الجلال" الموافق لـ "سلاح المؤمن": "بالتثبيت" يجعل الله إياه ثابتًا على التوحيد في جواب الملكين.

(فإنه الآن) أي: الزمان الذي نحن فيه، والقريب (يسأل) أي: عن ربه، وعن دينه، وعن نبيه، بقولهما: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟.

وفيه إيماء إلى قوله تعالى ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ [إبراهيم: ٢٧].

وقال الطيبي: "أي: اطلبوا من الله أن يثبته على جواب الملكين بالقول الثابت، وضمن "سلوا" معنى الدعاء، كما في قوله تعالى: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ﴾ [المعارج: ١] أي: ادعوا له بدعاء التثبيت أي: قولوا: ثبته الله بالقول الثابت"، انتهى. أو قولوا: اللهم ثبته بالقول الثابت.

قال المصنف: "فيه دليل على أن الرُّوح عائد إلى الجسد عَقِيبَ الدفن للسؤال، كما هو مذهب أهل السنة" (١).

(د، مس، ر، سني) أي: رواه أبو داود، والحاكم، والبزار، والبيهقي في "السنن الكبير"، عن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه (٢) قال: "كان


(١) "مفتاح الحصن الحصين" (ل ١٥/ أ).
(٢) أخرجه أبو داود (٣٢٢١)، أحمد (١/ ٦٣)، وابن ماجه (٤٢٦٧)، الترمذي (٢٢٣٠)، وعبد الله بن أحمد "السنة" (١٤٢٥)، والبزار (٤٤٤)، الحاكم (١/ ٣٧٠): صحيح على شرط الإسناد ولم يخرجاه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>