للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(اللهم عبدك، وابن عبدك، كان يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به مني) أي: ظاهرًا وباطنًا، وإنما هذا بطريق العرض.

(إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فاغفر له، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده. حب) أي: رواه ابن حبان عن أبي هريرة (١).

قال ابن الهمام: "واستحسن بعض المشايخ: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً﴾ [البقرة: ٢٠١]، إلى آخره، أو ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا﴾ [آل عمران: ٨] إلى آخره. ثم يكبر رابعًا، ثم يسلم تسليمتين ينوي بهما الميت مع القوم.

وقد روى محمد بن الحسن، أنا أبو حنيفة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النَّخَعِي: "أن الناس كانوا يصلون على الجنازة خمسًا وستًّا وأربعًا، حتى قبض النبي ، ثم كبروا كذلك في ولاية أبي بكر الصديق ، ثم ولي عمر بن الخطاب ففعلوا ذلك.

فقال لهم عمر: إنكم معشر أصحاب محمد، متى تختلفون يختلف الناس بعدكم والناس حديث عهد بالجاهلية، فأجمعوا على شيء يُجْمِعُ عليه مَنْ بَعْدَكُمْ، فأجمع رأي أصحاب محمد أن ينظروا آخر جنازة كبّر عليها النبي حتى قبض؛ فيأخذون به، ويرفضون ما سواه، فنظروا


(١) أخرجه أبو يعلى (٦٥٩٨)، وعنه ابن حبان (٣٠٧٣).
ذكره الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٣٣) من حديث أبي هريرة مرفوعًا، وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>