للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(الرابع: أن لا يبنيه على قبر فإنه يحرم ذلك لما روته عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قالت: (فلولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا) وقال عليه الصلاة والسلام: (اللهم لا تجعل قبري وثنا لعن الله قوما اتخذوا قبورأنبيائهم مساجد)

الحديث الأول من حديث عائشة والآخر من حديث أبي هريرة


= أخرجه من طريق محمد بن حجر الحضرمي: حدثنا سعيد بن عبد الجبار بن وائل عن أبيه عن أمه عن وائل به
وهذا سند فيه ثلاثة علل: ضعف بعض رواته والانقطاع والشذوذ في متنه
أما الأولى فهي محمد بن حجر الحضرمي قال الذهبي في (الميزان):
(له مناكير وقال البخاري: فيه بعض النظر). وأقره الحافظ في (اللسان) ونقل عن أبي أحمد الحاكم أنه قال:
(ليس بالقوي عندهم)
قلت: وشيخه سعيد بن عبد الجبار ضعيف أيضا كما في (التقريب)
وأما الثانية فهي أن عبد الجبار بن وائل لا يعرف أنه سمع من أمه وقد قيل: إنه لم يسمع من أبويه كما في (التهذيب)
وأما الثالثة فهي أن حديث وائل رضي الله عنه في صفة صلاته صلى الله عليه وسلم قد جاء في (صحيح مسلم) والسنن والمسانيد وغيرها من طرق كثيرة بألفاظ مختلفة ليس في شيء منها ذكر المحراب إلا في هذه الرواية الضعيفة فدل على شذوذها. بل نكارتها
انظر الطرق المشار إليها في البيهقي (٢/ ٢٤ و ٢٥ و ٢٦ و ٢٨ و ٣٠ و ٥٧ و ٥٨ و ٧٢ و ٨١ و ٩٨ و ٩٩ و ١١١ و ١١٢ و ١٣١ و ١٣٢ و ١٧٨)