فيا لله العجب، أنحن في شك من ديننا؟! أنحن في أمر مختلط من وضعنا؟! أنحن في حيرة من أمرنا؟! أنحن فقدنا كل المعاني من أنفسنا، فننشدها كما تنشد الضالة من الحيوان؟!. كلا، والله، فإن لدينا شريعة سماوية لم يكن مثلها، ولا نزل على نبي من الأنبياء نظيرها، وقد أرشدتنا إلى ما فيه صلاح ديننا ودنيانا، وما نحتاجه في جميع أمورنا.
وأما علمكم بأن هناك من يعتقد أن النظام المذكور يخالف تعاليم الإسلام، فهو كذلك كما علمتم، ولا شك أنه يخالفه، بل الدين الإسلامي يحارب مثل هذا، ولا يشك في ذلك مسلم ملتزم بمبادئه الشريفة.
وأما دعوتكم إلى تشكيل هيئة من بلادنا، والبلاد الإسلامية الأخرى، ورجال آخرين ... إلى آخره. فيقال: إننا لسنا في حاجة إلى هذا، وقد حصل الاتفاق - ولله الحمد - من جميع علماء الإسلام من حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا، وهم متفقون كلهم على أن نظامهم ودستورهم، هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأنهما كفيلان بكل ما فيه مصلحة البشر من أمر الدنيا والآخرة.
وأما الرجال الآخرون، فكأنه يراد بهم الغير مسلمين، فيا للمصيبة! ويا لعدم الثقة بالمبدأ الشريف! أن نأتي