ليضل عن سبيل الله، يتضح لك الخطأ، وتعلم أن الله قد ذمه وعابه في الآية الكريمة، فإن اللهو عام للغناء والملاهي، ومدعى التخصيص يحتاج إلى دليل.
وأيضا تفسير الصحابة أولى من تفسير من بعدهم، لأنهم تلقوا القرآن وتفسيره من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعله طائفة من المحدثين في حكم المرفوع، لأنهم إذا تعلموا عشر آيات، لم يتجاوزوها حتى يتعلموا معانيها، والعمل بها.
قال البغوي، في قوله تعالى:{لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}[سورة الحج آية: ٩] يعني: يفعله عن جهل; قال قتادة: "بحسب امرئ من الضلالة، أن يختار الباطل على الحق" واللام في قوله: (ليضل) لام عاقبة، على قراءة من فتح الياء، أو تعليل للأمر القدرى: أن قيضوا له، ليكونوا ضالين أو مضلين.
وفي صحيح البخاري ما نصه: وقال هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد، حدثنا عطية بن قيس الكلابي، حدثنا عبد الرحمن بن غنم، حدثنا أبو مالك، أو أبو عامر الأشعري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف".
ولا يضره قدح ابن حزم بأنه منقطع، فإن البخاري علقه بصيغة الجزم، وهشام بن عمار من شيوخ البخاري، لقيه وسمع منه، وقد وصله أبو داود، فقال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا بشر بن بكر عن عبد الرحمن