للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صحيح، والذي ذكر الله في كتابه في تلك المسألة بعينها لا يعرفونه.

والحاصل، أنهم يقولون: لم نترك القرآن إلا خوفا من الخطأ، ولم نقبل على ما نحن فيه إلا للعصمة، فعكس الله كلامهم، وبين أن العصمة في اتباع القرآن إلى يوم القيامة. وأما قوله تعالى: {وَلا يَشْقَى (: فهم يزعمون أن الله يرضى بفعلهم ويثيبهم عليه في الآخرة ولو تركوه واتبعوا القرآن لغلطوا وعوقبوا، فذكر الله أن من اتبع القرآن أمن من المحذور، الذي هو الخطأ عن الطريق وهو الضلال، وأمن من عاقبته وهو الشقاء في الآخرة.

ثم ذكر الفريق الآخر الذي أعرض عن القرآن، فقال: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً} [سورة طه آية: ١٢٤] : وذكر الله هو القرآن الذي بين الله فيه لخلقه ما يحب ويكره، كما قال تعالى: {َمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [سورة الزخرف آية: ٣٦] الآيتين.

فذكر الله لمن أعرض عن القرآن، وأراد الفقه من غيره عقوبتين: إحداهما: المعيشة الضنك، وفسرها السلف بنوعين: الأول: ضنك الدنيا; وهو: أنه إن كان غنيا سلط الله عليه خوف الفقر، وتعب القلب والبدن في جمع الدنيا، حتى يأتيه الموت ولم يتهن بعيش; والثاني: الضنك في البرزخ وعذاب القبر.

وفسر الضنك في الدنيا أيضا بالجهل; فإن الشك

<<  <  ج: ص:  >  >>