الشمس من مغربها وغير ذلك مما ثبت في الأحاديث. وليس ذلك هو المذكور في قوله تعالى:{يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ}[سورة الفرقان آية: ٢٢] فإن ذلك يوم الاحتضار، كما في تفسير ابن كثير وغيره. وأما تفسيره الوزن في قوله تعالى:{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ}[سورة الأعراف آية: ٨] أي: مقدار الأعمال بأي وجه كان ; وتفسيره خفة الموازين بحبوط الأعمال، فهذا إنكار لحقيقة وزن الأعمال الذي دل عليه الكتاب العزيز وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما تفسيره قوله تعالى:{وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا}[سورة يوسف آية: ٢٦] بقوله: أي: أظهر رأيه، إلى آخره، فليس خطأ محضا، بل هو مبني على أحد القولين في ذلك الشاهد.
قال ابن كثير: واختلف في هذا الشاهد، هل هو صغير أو كبير على قولين لعلماء السلف: أحدهما أنه كبير، ذكره ابن عباس والثوري، وابن إسحاق وغيرهم.
ثم قال: وقال العوفي عن ابن عباس: كان صبيا في المهد; وكذا روي عن أبي هريرة وهلال بن يساف، والحسن وسعيد بن جبير، والضحاك بن مزاحم، أنه كان صبيا في الدار، واختاره ابن جرير، وروى فيه حديثا مرفوعا عن ابن عباس، وقال: تكلم أربعة وهم صغار، فذكر فيهم شاهد يوسف. انتهى.
لكن هذا القول الثاني أظهر للحديث.
وأما تفسير قوله تعالى:{ظِلاًّ ظَلِيلاً}[سورة النساء آية: ٥٧] ،