الكفار، فيكون عندكم معلوما: أن الدين مبناه وقواعده، على أصل العبادة لله وحده لا شريك له، ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم باطنا وظاهرا، كما قال تعالى:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}[سورة الكهف آية: ١١٠] .
وأما ما ذكرت من مسكننا في أوطان مسيلمة الكذاب، فالأماكن لا تقدس أحدا، ولا تكفره، وأحب البقاع إلى الله وأشرفها عنده مكة، خرج منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقي فيها إخوانك أبو جهل، وأبو لهب، ولم يكونوا مسلمين. والله جل ثناؤه جرت عادته بالمداولة، ولو في الأرض، بدّل دين مسيلمة بدين محمد صلى الله عليه وسلم وبدّل تصديق مسيلمة بتكذيبه، وتصديق محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن نرجو أن الله يبدّل ذلك في أوطانكم سريعا، ونحن نزيل منها الباطل، ونثبت فيها الحق، إن شاء الله بحول الله وقوته.
وأما ما ذكرتم أنكم مشيتم على الأحساء، فنقول: الحمد لله على ذلك الممشى، فإنه ولله الحمد والمنة، هتك أستاركم به، ونزع به مهابتكم من قلوب المسلمين، وأخزاكم الله به الخزي العظيم الظاهر والباطن، الذي ما عليه مزيد، وقبله الممشى الذي أخذت به مدافعكم، وقتلت فيه عساكركم، يهلكون في كل منهل، ولكن كما قال تعالى:{وَمَا تُغْنِي الآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} [سورة يونس آية: