ومن قبله أبقى (خُزيْمَةُ) حَمْدَه … تليدَ تُراثٍ عن حَميدِ الأقارب (١)
و (مدرِكةٌ) لم يدركِ الناسُ مثلَه … أعفّ وأعلى عن دنيّ المكاسب
و (إلياسُ) كان اليأسُ منه مُقارِنًا … لأعدائه قبل اعتدادِ الكتائب
وفي (مُضَرٍ) يُستجمَع الفخرُ كلُّه … إذا اعتركتْ يومًا زُحُوفُ المقانب (٢)
وحلَّ (نزارٌ) من رياسة قومه … محلًّا تسامى عن عيونِ الرواقب (٣)
وكان (معدّ) عِدَّةً لوليّه … إِذا خافَ من كيدِ العدوّ المحارب
وما زال (عدنان) إذا عُدّ فضلُه … توحَّد فيه عن قرينٍ وصاحب
و (أُدّ) تأدّى الفضلُ منه بغايةٍ … وإرثٍ حواهُ عن قُرومٍ أشايب (٤)
وفي (أُدَدٍ) حلْم تزيَّنَ بالحِجا … إذا الحلم أزهاهُ قطوبُ الحواجب
وما زال يَستعلي (هَميسعُ) بالعلى … ويبلغ آمالَ البعيدِ المراغب (٥)
و (نبتٍ) بنتْهُ دوحةُ العزّ وابتغى … معاقلَه في مُشْمَخرِّ الأهاضب (٦)
وحِيزتْ (لِقيذارٍ) سماحةُ حاتم … وحكمةُ لقمانٍ وهمّةُ حاجب
هُموا نسلُ (إسماعيل) صادقِ وعدِه … فما بعدَه في الفخرِ مَسْعىً لذاهب
وكان (خليلُ الله) أكرمَ من عَنَت … له الأرضُ من ماشٍ عليها وراكب
و (تارحُ) ما زالتْ له أرْيَحِيّة … تُبيّنُ منه عن حميد الضرائب (٧)
و (ناحورُ) نحّارُ العِدى حُفظت له … مآثرُ لمَّا يُحصِها عدُّ حاسب
و (أشرعُ) في الهيجاء ضَيْغمُ غابةٍ … يقدُّ الطّلى بالمرهَفات القواضب (٨)
و (أرغو) فنابٌ في الحروب مُحكَّم … ضنينٌ على نفس المشيح المغالب
وما (فالغٌ) في فضله تِلو قومِه … ولا (عابرٌ) من دونهم في المراتب (٩)
و (شالخ) و (ارفخشذ) و (سام) سمتْ بهم … سجايا حمتْهم كلّ زارٍ وعائب
(١) كذا في ط. وفي أ وب: ومن بعده أبقى خزيمة بعده.
(٢) المقانب: جمع مِقْنب، وهي جماعة الخيل والفرسان.
(٣) في ط: أهله.
(٤) القروم: السادة الفرسان الشجعان.
(٥) في ط: ويتبع.
(٦) المشمخر: العالي المرتفع.
(٧) في ط: المضارب.
(٨) الطلى: الأعناق.
(٩) كذا في ط. وفي أ وب: دونه.