الفائدة التاسعة: وفيه أيضًا دليل على الأخذ بخبر الواحد، ورد قول من يقول أنَّ أخبار الآحاد لا يؤخذ بها سواء كان ذلك فى العقائد أو فى غيرها؛ لأن عمر ﵁ كان يتناوب مع الأنصارى، ويبلغه الأنصاري ما قاله النبي ﷺ، ويبلغه عمر ما قاله النبي ﷺ، وهو فرد واحد، وبالطبع كانوا يتعلمون من النبي ﷺ العقائد وغيرها، فهذا يدل على أنَّ خبر الواحد يؤخذ به فى كل الدين طالما أنه منقول ثابت.
الفائدة العاشرة: فيه أيضًا أنَّ الطالب لا يغفل عن النظر فى أمر معاشه ليستعين به على طلب العلم وغيره، وليس معنى طلب العلم أن يترك الإنسان المعاش وما يكفله وما إلى ذلك، وعليه أن يجمع بين هذا وهذا، وإن كان ذلك بالتناوب فلا بأس.
الفائدة الحادية عشرة: يجب على الإنسان ألا ينشغل بالدنيا عن العلم، فعمر كان بحر العلم، وشرب فضلة اللبن من النبي ﷺ كما سبق فى الأبواب السابقة، وقد أَوَّلَ النبي ﷺ ذلك بالعلم مع أنَّ عمر كان يعمل يومًا، ويحضر مجلس العلم يومًا؛ لكن الله ﷿ يكافئ الإنسان ويفتح عليه.
الفائدة الثانية عشرة: لا يلزم إدراك العلم بسندٍ عالٍ وإن كان هو الأصل، فالأصل أنَّ الإنسان يتعلم من أقرب المصادر وأعلاها، فإن لم يتمكن من ذلك فيأخذ من الأدنى، لذلك كان عمر ﵁ يأخذ العلم بسندٍ عالٍ فى يوم من النبي ﷺ مباشرةً، واليوم الذى لا يستطيع أن يأخذه من النبي ﷺ لا يتركه، ولكن يأخذه بسندٍ أنزل.
الفائدة الثالثة عشرة: يجب التحرى فى نقل الوقائع، وأنَّ الأَوْلَى أن ينقل الإنسان الواقعة بحالها لا بفهمه، لذلك فإنَّ الصحابي الذى نقل الأمر إلى عمر ﵁ فى رواية أنه قال: طلق النبي ﷺ نساءه، وهذا لم يكن على الحقيقة، بل فهم