الفائدة الثالثة: الحديث فيه روايات أخرى تبين سبب الفزع الذى أصاب عمر لما قال " فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ "، وسبب هذا الفزع أنهم كانوا يسمعون أنَّ بنى الأصفر وهم الروم، يجمعون للإتيان إلى المدينة، فلما رأى طرق الباب وصاحبه الأنصاري يسأل عنه، ففزع عمر ﵁ وظن أنَّ الروم قد أتوا إلى المدينة.
الفائدة الرابعة: جواز ضرب الباب، وضرب الباب يعنى الطرق بشدة، وإن كان هذا على خلاف الأصل، لكنه قد يكون هناك داعٍ إلى ذلك، وأنه يدل على أنَّ هناك أمرًا عظيمًا، وهذا هو السبب الذى جعل عمر يفزع.
الفائدة الخامسة: جواز دخول الأب على ابنته دون إذن الزوج، فقد أتى عمر ﵁ ودخل على حفصة وكان النبي ﷺ غائبًا، وهذا من الأمور التى يتسامح فيها الشرع.
الفائدة السادسة: الحديث فيه دليل على أنَّ على الأب التفتيش والبحث عن حال ابنته ومراعاة أحوالها، لذلك فزع عمر لما علم باعتزال النبي ﷺ، وخشى أن يكون النبي ﷺ طلق النساء، وهذا أمرٌ عظيم على المسلمين، وأمرٌ عظيم على عمر أيضًا؛ لأن حفصة ابنته زوجة للنبي ﷺ، لذلك دخل على ابنته وسألها: هل طلقكن رسول الله ﷺ.
الفائدة السابعة: جواز السؤال قائمًا لذلك قال عمر ﵁: فقلت وأنا قائم أَطَلَّقْتَ نساءك، والسؤال وهو قائم لا يخالف الأدب، لكن الحال يستدعى ذلك، فكأنَّ عمر ﵁ كان متعجلًا لعظم المصيبة.
الفائدة الثامنة: استحباب التناوب فى طلب العلم، فيجوز للإنسان أن ينيب غيره ويأخذ منه العلم، بل يصبح ذلك أحيانًا واجبًا إن لم يتم العلم إلا به، من باب: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.