للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَجَعْتُ، جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ أَبَوَيْهِ، فَقَالَ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي (١).

قيل: أنَّ عمره آنذاك ثلاث سنوات أو أربع لكنه كان مميزًا.

سؤال: لماذا لم يذكر البخاري حادثة ابن الزبير؟

الجواب: قد استدرك بعضهم على البخاري ذلك حيث إنهم رأوا أنَّ هذه الحادثة أولى من حادثة ابن عباس وابن الربيع؛ ولكن أجيب عن ذلك فقيل:

أولًا: أنَّ البخاري أراد أن ينقل سننًا نبوية، لا ينقل أحوالًا وجودية.

فابن الزبير يحكي أمرًا حدث بينه وبين أبيه، بينما ابن عباس وابن الربيع ينقلان سنة.

ثانيًا: ذكر حديث محمود بن الربيع أولى، وإن كان أكبر من ابن الزبير لأنه تحدث به فضيلة لمحمود بن الربيع وهي الصحبة.

الفائدة الثالثة: يدل الباب على أهمية التعامل مع الأطفال وأنه ربما يكون الطفل مغمورًا بأحداث الصبا والصغر كما سبق، ولكنه قد يظهر نبوغه إن فتش فيه عن ذلك، فقد كان النبي يتفقد الصبيان الصغار في الغزوات ويردهم، وقد تعاهد ابن عباس، فكان يقول له "يا غلام احفظ الله يحفظك" (٢).

• عن أحمد بن النضر الهلالي قال: سمعت أبى يقول: كنت في مجلس سفيان بن عيينة فنظر الى صبي دخل المسجد، فكأنَّ أهل المجلس تهاونوا به لصغر سنه، فقال سفيان: كذلك كنتم من قبل فمَنَّ الله عليكم، ثم قال: يا نضر لو رأيتني ولى عشر سنين، طولى خمسة أشبار، ووجهى كالدينار، وأنا كشعلة نار،


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٥/ ٢١ ح ٣٧٢٠)، ومسلم في صحيحه (٤/ ١٨٧٩ ح ٢٤١٦).
(٢) أخرجه أحمد في مسنده (٤/ ٤٠٩ ح ٢٦٦٩) ط مؤسسة الرسالة، والترمذي في جامعه (٤/ ٢٤٨) ط الغرب الإسلامي.

<<  <   >  >>