قال: فأخبر بذلك الرشيد فبكى ودعا به واستحله ووهب له ألف دينار.
أخبرنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن سعيد بن عبد الله النعماني بالفسطاط قراءة في كتاب المقيمين من الصوفية قال: حدثنا أبو صالح محمد بن عدي ابن الفضل السمرقندي الصوفي قراءة بالفسطاط. قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن القاسم بن اليسع بن القاسم بن عاصم البزاز الصوفي قراءة عليه بالقرافة قال أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمرو الدينوري قال حدثنا أبو محمد جعفر بن عبيد الله الصوفي الخياط. قال: أبو حمزة محمد بن إبراهيم (٢) الصوفي: وحدثني طلحة بن اليمان النهشلي حدثني أبي عن سالم الأسود وكان من خيار عباد الله قال: رأيت هارون الرشيد بمكة وهو متكئ على الفضل بن الربيع ورجل آخر يطوف بالبيت فقام إليه محمد بن أوس الهلالي وكان سفيان بن عيينة له مكرماً ومبجلاً ومعظماً وكان الناس يقولون إنه لم يبق من الصوفية بالحجاز أحد أفضل منه فقام للرشيد واعترضه عند الحجر فقال: يا أمير المؤمنين استمع كلامي فإنك إن سمعته حقاً قبلته وإن سمعته باطلاً فلا تعبأ به فوقف. فقال: يا من غذي في نعيم وتردد في ملك سليم إن خفت العذاب الأليم وأحببت البقاء في سرور مقيم فلا تسمعن ممن أنت بينهما ولا تغترن بشيء من قولهما فإن الله ﷿ يخلو بك دونهما فالموت يصل إليك على الطوع والكره منهما فلا تقتصدن بالذليل ولا تتكثرن بالقليل ولا تعتصم بغير دافع ولا تطمئن إلى غير مانع لا يمنع ولا يدفع عنك فإنك بعين الله وبحضرة بيته