للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

غالب وأصعد إلى بغداد (٢٦) وقارن أبو طالب بينه وبين ابن حزم فقال: ابن حزم من أهل النظر في الجملة.

أما الحميدي فإنما هو من أصحاب الحديث وإن كان من أهل التحذق فيهم (٢٧).

وقال ياقوت: وقال بعض أكابر عصره ممن لقي الأئمة:

لم تر عيناي مثل أبي عبد الله الحميدي في فضله ونبله ونزاهته وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم وبثه في أهله وكان ورعاً ثقة إماماً في علم الحديث وعلله ومعرفة متونه ورواته محققاً في علم الأصول على مذهب أصحاب الحديث متبحراً في علم الأدب والعربية (٢٨).

ونقل الذهبي هذا النص بلفظ مقارب عن يحيى بن إبراهيم السلماسي عن أبيه وزاد بأنه فصيح العبارة متبحر في الترسل (٢٩).

ولم يقطع الحميدي صلته بالأندلس فكثيراً ما تجد في عباراته المتكررة كقوله (فيما بلغني) ما يدل على أنه يتلقط أخبار معاصريه الأندلسيين من أفواه العائدين من الأندلس.

بل ذكر ابن القطان في كتاب بيان الوهم والإيهام أن الحميدي يكاتب ابن حزم من العراق.

وعندما ختم كتابه الجذوة قال: هذا الذي حضرنا من المعنى المقصود قد جمعناه بعون الله ﷿ لمقتبسيه أيام كوننا بالعراق والوعد باق علينا


(٢٦) سؤالات السلفي ص ١٠١ - ١٠٢.
(٢٧) تحرير المقال ورقة ٢٣.
(٢٨) معجم الأدباء ٧/ ٥٩.
(٢٩) تذكرة الحفاظ ٤/ ١٢١٩.

<<  <   >  >>