للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

جاء أبو بكر بن ميمون فدق على الحميدي وظن أنه قد أذن له فدخل عليه فوجده مكشوف الفخذ فبكى الحميدي وقال:

والله لقد نظرت إلى موضع لم ينظره أحد منذ عقلت (١٩).

وقال القاضي عياض: سمع بميورقة من أبي محمد بن حزم قديماً وكان يتعصب له ويميل إلى قوله وكان قد أصابته فيه فتنة ولما شدد على ابن حزم خرج الحميدي إلى المشرق (٢٠).

وقال السلفي:

سألت أبا عامر العبدري عن الحميدي فقال: لا يرى قط مثله، وعن مثله لا يسأل. جمع بين الفقه والحديث والأدب ورأى علماء الأندلس، وكان حافظاً (٢١).

وقال الحميدي نفسه: صيرني الشهاب [يعني شهاب الدين القضاعي] شهاباً وهو كان يقصد في سماعه كثيراً (٢٢).

وقال ابن خلكان كانت له نغمة حسنة في قراءة الحديث (٢٣).

وكان الحميدي قد رحل من الأندلس سنة ٤٤٨ هـ (٢٤)، فحج وسمع بأفريقية ومصر كثيراً وسمع بالشام والعراق واستوطن بغداد (٢٥).

قدم واسطاً وأقام بها مدة حتى نسخ الكامل للمبرد وقرأه على أبي


(١٩) تذكرة الحفاظ ٤/ ١٢١٩.
(٢٠) تذكرة الحفاظ ٤/ ١٢٢٠.
(٢١) تذكرة الحفاظ ٤/ ١٢١٩.
(٢٢) تذكرة الحفاظ ٤/ ١٢١٩.
(٢٣) وفيان الأعيان ٤/ ٢٨٢.
(٢٤) جذوة المقتبس ص ٣١٢ و ١٣٩ و ٣٦٩ و ٢٧١.
(٢٥) الصلة ٢/ ٥٣٠ وتذكرة الحفاظ ٤/ ١٢١٨.

<<  <   >  >>