وفي شعبان كان انتهاء القناطر التي بالجيزة، وخل السلطان على الأتابكي أزبك بسبب كونه كان شادا على العمارة فجاءت من آثار الملوك. وقيل أن السلطان صرف على هذه القناطر نحوا من مائة ألف دينار.
وفيه توفي مجد الدين بن الكويز، وهو محمد ابن سليمان بن عبد الرحمن بن داود بن خليل الشوبكي، وكان رئيسا حشما، وولي عدة وظائف سنية، منها معلم المعلمين، ونظر الخاص، وغير ذلك. ومولده سنة ثمان عشرين وثمانمائة.
*****
وفي رمضان كان ختم البخاري بالقلعة، وفرقت الخلع والصرر على القضاة ومشايخ العلم. وكان قارئ الحديث الشريف برهان الدين بن الكركي أمام السلطان، فخلع عليه، ونزل من القلعة في جمع حافل.
وفيه أمر السلطان بتجديد عمارة الإمام الشافعي رحمة الله عليه ورضي الله، وكان الشاد على عمارتها الخواجا شمس الدين بن الزمن.
وفيه كانت وفاة قاضي القضاة الحنفي شمس الدين الامشاطي محمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن اسماعيل بن يعقوب العينتابي الكحكاوي الحنفي. وكان عالما فاضلا بارعا في علوم مذهبه، وافر العقل، فكه المحاضرة، وكان ناب في القضاء مدة طويلة، ثم تولى القضاة الأكبر، وباشر بعفة زائدة وحرمة وافرة، وحمدت سيرته، وامتاز على غيره من قضاة عصره، وصمم على عدم حل الأوقاف في أيامه، وجمع بين القضاء ومشيخة البرقوقية، وكان نادرة في عصره. فلما توفي الامشاطي تكلموا مع السلطان في القضاء عوضا عن الامشاطي، فلم يوافق على أحد يوليه من أهل مصر. ثم أرسل خلف شخص من الشام يقال له شرف الدين موسى بن عيد، ليلي القضاء، واستمر منصب قضاء الحنفية شاغرا إلى أن حضر ابن عيد.
*****
وفي شوال جاءت الأخبار من الرها بوقوع كائنة عظيمة طامة، قتل فيها الأمير يشبك الدوادار، وانكسر العسكر قاطبة، وقتل الأكثر منهم. وكان سبب ذلك: أن الأمير يشبك لما دخل إلى حلب، كان صحبته نائب الشام، ونائب حلب ونائب طرابلس، ونائب حماة، والعسكر الشامي والحلبي والمصري، غير ذلك من العسكر … فلما استقر بحلب بلغه أن