للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي جمادي الآخر ورد هجان من عند السلطان وعلى يده مراسيم الأمراء الذين بالقاهرة. فكان من مضمونها أن السلطان توجه إلى نحو البلاد الشامية ليكشف عن أمر النواب والقلاع بنفسه. وأرسل يقول للأمراء بأن يتوصوا بالرعية والجد في الأحوال، وأن يحضروا الجامكية ما دام السلطان غائبا. وكان المشار إليه في غيبة السلطان الأمير أزبك، وقد عظم أمره جدا والتف العسكر عليه دون الأمراء.

وفيه في غيبة السلطان توفي القاضي نور الدين ابن الأنبابي، نائب كاتب السر، وكان رئيسا حشما عارفا بأحوال المملكة، وكان إنسانا حسنا لا بأس به رحمه الله تعالى.

*****

وفي رجب توجه القضاة الأربعة إلى بيت الأتابكي أزبك والأمير يشبك الدوادار، وهنوهما بالشهر.

وفيه خرج الأتابكي أزبك إلى السرحة، فغاب أياما وعاد إلى القاهرة.

ومن الجملة ألطاف الله تعالى أن في غيبة السلطان لم يقع الخلف بين الأمراء، بل كان الأمان والاطمئنان في القاهرة وجميع ضواحيها، حتى عد ذلك من النوادر.

*****

وفي شعبان وصل هجان من عند السلطان، وأخبر بأن السلطان دخل إلى حلب، وأقام بها، وهو قاصد إلى جهة الفرات، وقد عرج قبل دخوله إلى حلب نحو طرابلس.

ثم حضر هجان ثان وعلى يده مراسيم للأمراء بالسلام، ومكاتبة للأتابكي أزبك بأنه يتوجه إلى المطعم بالريدانية، ويلبس الأمراء هناك الصوف وأن يصرف الكسوة للجند.

فخرج الأتابكي أزبك إلى المطعم وصحبته الأمراء قاطبة والعسكر وكان له يوم مشهود.

فألبس الأمراء هناك الصوف كعادة السلاطين. وخلع في ذلك اليوم على الأمير جاني بك الفقيه أمير سلاح، وقرره في أمريه الحاج بركب المحمل، وقرر أقبردي الأشرفي بالركب الأول.

وفيه جاءت الأخبار بوفاة الشهابي أحمد بن أبي الفرج، نقيب الجيش، وهو أحمد بن محمد بن عبد الغني، وتوفي بحلب. وكان خرج صحبة السلطان فمات هناك.

وقيل أنه حصل له رجفة من السلطان فانطرب ومات عقيب ذلك. وكان شابا قليل الأذى للناس لا بأس به.

*****

<<  <  ج: ص:  >  >>