للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه حضر إلى الأبواب الشريفة قانصوه اليحياوي نائب حلب، وكان قد أشيع عنه أنه خرج من الطاعة، فلما حضر خلع عليه السلطان باستمرار، وبطلت تلك الاشاعة عنه.

وكان القائم في أمر مساعدته الأتابكي أزبك أمير كبير.

*****

وفي جمادي الآخرة نزل السلطان من القلعة، وتوجه إلى خليج الزعفران، لضيافة أبي بكر بن عبد الباسط، فأضافه ضيافة حافلة. ثم ركب من خليج الزعفران وتوجه إلى الخانقاه، فصلى بها صلاة الجمعة. وأضافه هناك الأمير يشبك الدوادار ضيافة حافلة.

*****

وفي رجب وقع بالقاهرة زلزلة في الليل عظيمة، وقع منها بعض أماكن، ولو أنها دامت درجة أخرى لحصل منها غاية الضرر للناس.

وفيه تعطلت أسباب الناس لأجل الفلوس العنق، وكثر الضرر منها على البائع، وصار النصف الفضة يصرف بثمانية عشر من الفلوس العنق، وصارت البضائع بسعرين: سعر الفضة، وسعر الفلوس. فحصل للناس بذلك غاية المشقة.

وفيه وقع بين الأمير يشبك الدوادار الكبير وبين خاير بك بن حديد تشاجر بالقلعة.

فحنق منه الأمير يشبك الدوادار ولكمه بيده، فرمى تخفيفته عن رأسه. فدخلت بينهما الأمراء، وخلصوا بينهما. واستمرت القلوب معمرة بالعداوة حتى كان من أمر خاير بك بن حديد ما سنذكره.

*****

وفي شعبان نزل السلطان إلى الرماية، وعاد في موكب حافل، ولكنه لم يشق من القاهرة، وطلع من بين الترب، وقد تكرر نزوله في الشهر المذكور ثلاث مرات، وهو يطلع من بين الترب ولا يشق المدينة، وسبب ذلك الفلوس الجدد، حتى لا يشكو له الناس من ذلك.

*****

وفي رمضان نودى على الفلوس بستة وثلاثين الرطل، وصارت بالميزان، وأبطل عددها. ونودى على الفضة المضروبة بألا يتعامل بها إلا بالميزان، وكذلك الذهب، وبطل أمر العادة.

وفيه أشيع بين الناس بأن السلطان يتزيا بزي المغاربة وينزل إلى الجامع الأزهر ويصلي به، وكان يسأل في بعض الطرقات من الناس عن سيرة نفسه، ووقع له بين الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>