الخزائن خالية من المال، وهذه النفقة من المصادرات لجماعة من المباشرين … فسكنت الفتنة قليلا، وكانت هذه تعليمة من المماليك السيفية.
وفي رمضان جاءت الأخبار بوفاة جغنوس الناصري نائب بيروت.
وفيه اختفى الصاحب أمين الدين بن الهيصم. فلما اختفى خلع السلطان علي سعد الدين فرج بن النحال كاتب المماليك وقرره في الوزارة عوضا عن ابن الهيصم، وكان عين للوزارة ناظر الخاص يوسف، فاستعفى من ذلك، فقرر بها سعد الدين فرج، وقرر عوضه في كتابة المماليك ابن عمه عبد الرحمن، وفيه خلع السلطان على اياس الطويل وقرره في نيابة صفد عوضا عن يبغوت الناصري. وكان اياس الطويل أتابك العساكر بطرابلس، وكان خشداش السلطان. وقرر في أتابكية طرابلس حطط الناصري، وكان من العشراوات بطرابلس، وقرر في امرية حطط جاني بك المحمودي المؤيدي وكان منفيا بطرابلس.
وفيه توجه القاضي عبد الكافي بن الذهبي كاتب السر بدمشق، وكان من أعيان الدماشقة، حسن الخط والعبارة.
*****
وفي شوال كان العيد يوم الجمعة، وخطب مرتين، فلهج الكثير من الناس بزوال السلطان فلم يصح ذلك.
وفيه قرر جاني بك في نيابة جدة على عادته.
وفيه خرج الحاج من القاهرة. وكان أمير ركب المحمل جاني بك الظريف، وأمير ركب الأول عبد العزيز بن محمد الصغير، وكان لهما يوم مشهود.
وفيه اختفى زين الدين الاستادار، وكان الأشرف اينال، لما استعفى منها جانى بك نائب جدة، خلع السلطان علي زين الدين وولاه الاستادارية على كره منه. فلما اختفى خلع السلطان علي العلائي علي بن محمد الاهناسي، وكان برد دار بالمفرد عند زين الدين الاستادار، ثم كان استادارا عند المقر الشهابي أحمد بن الملك الأشرف اينال. فلما غيب زين الدين سعي في الاستادارية الكبرى، فخلع عليه السلطان وولاه الاستادارية عوضا عن زين الدين، وهذه أول عظمة العلائي علي بن الاهناسي.
وفيه وصل قاصد ملك الروم محمد بن عثمان يخبر السلطان بفتح القسطنطينية العظمى، وقد صنع المكايد في فتحها، وكان الفتح في يوم الثلاثاء العشرين من جمادي الاولى من هذه السنة، فلما بلغ ذلك دقت البشائر بالقلعة، ونودى في القاهرة بالزينة، ثم ان