للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله أضحى الملك مبتسما … من بعد ما كان أبدى وجهه كظما

وكيف لايك يبدي وجهه كظما … على سليم وقد أضحى يرى رمما

وصار بعد سليم لابنه، وغدا … من السرور به بالبشر مبتسما

وافتر عن شنب الفتح المبين فم ال … نصر العزيز له بالسعد فيه لما

قد قطعت أرؤس الأعداء مخزية … وسيفه ملئت منه البطاح دما

وكيف لا وسليمان مدبره … بخاتم الملك منه مذ به اختتما

وصار من كعبه فينا الغلاء رخا … والخوف أمنا بنا والنور زال عمى

والنيل قد زاد في هاتور من فرح … به وروى أراضي مصر بعد ظمأ

وكان أبطأ لتوت بالوفا حزنا … على سليم وما روى البلاد بما

ومصر من فرح في زينة رقصت … لما رأت لرخاها كعبه علما

وأصبحت جنة من سعد خير بك … بعد الجحيم ونادى العدل من ظلما

وكيف لا وهو خير قد أحل بها … لو لم يكن هو خير قط ما حكما

يا أيها الملك الممدوح دم فرحا … وانظر لقصد عبيد يشتكي ألما

فأنت بالطب أدرى من سواك به … ومن سواك يرى في حكمه حكما

لا زلت من ابن قانصوه الوفي ترى … مشنفا بمديح مبدع حكما

والجود كالجود يهمي منك من خلع … نيابة عن سليمان له حكما

وموكب الملك يبديه وأنت بها … كما رأينا بمصر والسرور نما

وأنت في فرج تبدو وفي فرح … والملك مبتسم منه ترى نعما

وكوكب السعد يسري في سما شرف … عليك في سائر الأوقات محتكما

وقائلا حامدا مذ صار مبتسما … الحمد لله أضحى الملك مبتسما

وقد مضى هذا الشهر عن الناس على خير، وكان كثير الحوادث، ووقع فيه أمور غريبة، وأحوال عجيبة، ولا سيما ما وقع بالبلاد الشامية من الفتن العظيمة، من القتل والنهب وحرق الضياع، وذهاب الغلال، وسبب ذلك عصيان نائب الشام جان بردي الغزالي، وإظهاره للسلطنة. ووقع مثل ذلك بحماة وحمص وغير ذلك من البلاد الشامية.

*****

واستهل شهر ربيع الآخر بيوم الأحد، ففي ذلك اليوم بلغ ملك الأمراء قدوم قاصد، وهو الثاني من عند السلطان سليمان بن عثمان، قد وصل وعلى يده خلعة ثانية لملك

<<  <  ج: ص:  >  >>